آراء وتعليقات | التفاصيل

الدكتور وليد فارس: السياسة الاميركية تجاه سوريا لم تتغير والتسريبات غير دقيقة

طالعتنا وسائل اعلامية اليوم بتقارير تزعم ان الولايات المتحدة الاميركية ابلغت رسميا المعارضة السورية المتمركزة في جنوب سوريا ان الولايات المتحدة لن تقف معها ولن تتدخل اذا ما قامت قوات النظام المدعومة من القوات الروسية والمجموعات الايرانية وحلفائها وان الولايات المتحدة قد سلمت جنوب سوريا لايران والنظام السوري كما تدعي تلك التقارير. ونحن هنا في واشنطن حتى هذه الساعة بالذات لم نسمع من الادارة الاميركية او الكونغرس او من الاجهزة المعنية في وزارة الخارجية او وزارة الدفاع او مجلس الامن القومي او اي جهاز معني بالموضوع السوري لم نسمع حتى هذه اللحظة اي موقف رسمي يقول ان الولايات المتحدة قد غيرت سياستها في سوريا او تجاه سوريا. هذه السياسة لاتزال كما كانت وهي مواجهة داعش من جهة وتحجيم الدور الايراني في سوريا من جهة ثانية. لم نسمع نهائيا في واشنطن او من واشنطن ان امريكا ستسلم جنوب سوريا الى النظام السوري او الى ايران. الاعتقاد السائد ان هناك كلاما دائما بين المسؤولين الاميركيين المعنيين بالملف السوري وقيادات من المعارضة الموجودة في جنوب سوريا وهذا امر معلن ومعروف وغير سري كما ان هناك تواصل بين المسؤولين الاميركيين وقيادات المعارضة في شمال شرقي سوريا للتنسيق في ادارة الحملة ضد داعش. وفي خلال هذا الحوار والتنسيق حسب المصادر المعنية فإن المعارضة او بعض فصائلها قد طلبوا توضيح للموقف الاميركي من ما يمكن ان تقوم به واشنطن اذا ما تقدمت قوات النظام وحلفائه في الجنوب السوري وربما ان هذا الكلام قد نقلته بعض وسائل الاعلام عن لسان مسؤولي بعض الفصائل المعارضة وهو قد يكون ردا داخليا بين المسؤولين الاميركيين والمعارضة ليقولوا لهم انه ليس هناك سياسة جديدة السياسة الاميركية ذاتها ماتزال قائمة وعلى كل الاحوال حتى لو كانت هناك سياسة استراتيجية اميركية حول ما يمكن فعله تجاه اي تقدم لقوات النظام وحلفائه فإن المسؤولين الاميركيين لن يقوموا باخراج هذا الموقف للعلن. ادارة ترامب كانت واضحة منذ البداية وهي لن تعلن عن خططها في العلن وامام الاخصام لكي يستفيدوا من هذا الاعلان. ان قيام احد فصائل المعارضة بنشر هذا الرد الامريكي الداخلي يتحمل مسؤولية ما يجري اليوم في الاعلام ونحن اردنا ان نوضح للرأي العام ان واشنطن مازالت على موقفها من سوريا  وهي من تقرر التوقيت والمكان والكيفية في ردها على ما تعتبره اما تهديدا للامن القومي الامريكي، اما تهديدا للحلفاء او للسلم الاقليمي وهذا ينطبق على سوريا ايضا.